مع شاعر المغرب الكبير والاصولي والنحوي ...رحمه الله

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على إمام الهداة وسيد الدعاة وعلى آله وصحبه ومن والاه

ثم أما بعد//

قد أخبرتكم بوفاة أستاذنا الكبير وشيخنا ومعلمنا الاستاذ عبد الواحد اخريف رحمه الله تعالى وغفرله وأسكنه فسيح جناته

والآن أقدم سيرة مختصرة لحياته المليئة بالعلم والتعليم والتواضع

كانت ولادته يوم 15 شوال من عام 1351هجرية الموافق ل1 فبراير من سنة 1933
من صلب الفقيه المرحوم السيد محمد بن التهامي أخريف العلمي الحسني
ومن امه المرحومة السيدة فاطمة بنت محمد العرود وهو من عائلة اخريف الشريفة النسب .
كان الابن الوحيد لوالديه بعد وفاة كل إخوانه وأخواته فحضي بعناية تامة ونشأ في جو تكفنه بالعناية والاهتمام والعطف عليه .
ما كاد يبلغ الرابعة من عمرة حتى أدخله أبوه رحمه الله تعالى الكتاب على يد فقيه اهتم به وتعلم بها القراءة والكتابة وحفظ في وقتها سبعة أحزاب من كتاب الله .
أثناء تعلمه بهذا الكتاب اضطر أبوه أن ينقله من السكنى التي كانت قريبة من الكتاب
إلى مكان واسع بمدينة تطوان الجميلة والحمامة البيضاء كما تكنى فاتخذ والداه مسكنا هناك واسعا يتميز بجودة الهواء وكانت عبارة عن بساتين وحقول وأغراس كما كانت تتميز بوجود قصر الخليفة السلطاني في قمتها
المهم أن الشيخ رحمه الله تعالى انتقل مع والديه الى هذا المكان الجديد مما اضطره ابوه ان يخرجه من الكتاب فاهتم بنفسه لتعليم ابنه وتلقينه وتحفيظه لكتاب الله فلما بلغ الحادية عشرة من عمره حتى كان حافظا لكتاب الله فأقام له ابوه حفلا بهذه المناسبة الكريمة .
ثم شرع بعد ذلك بتوجيه من والده في حفظ المتون الدينية واللغوية والأدبية إلى أن شدا منها قدرا مهما
وحرصا من والده الذي كان يريد تكوينه تكوينا عربيا وطنيا اسلاميا ألحقه بالمدارس الاهلية خمس سنوات ,أنهى فيها الدراسة الابتدائية العصرية ,ثم تعلقت رغبته بالتعليم الشرعي ,مما أضطر أبوه لإدخاله وإلحاقه بالتعليم الاصيل بعد ما قبل أبوه رغبة ابنه بفرح كبير نظرا لتكوينه الديني من جهة ورغبة في أن يكون ابنه أحد العلماء الذين لا يمكن ضمان هذه الصفة لهم إلا إذا درسوا في معاهد التعليم الأصيل .
وكان مدير المعهد الديني وقتها العلامة التهامي الوزاني, وكان لابد أن يجتاز امتحانا يخوله حق الولج والتعليم وهذا .لأن مستوى التعليم الديني واللغوي كان عالي المستوى .
ثم بقي ماشاء الله له ونجح ونال شهادة المعهد بعدها انتقل الى التعليم الثانوي .غير أن والده وافته المنية وهو يتابع دراسته فاضطر للبحث عن وظيفة يستعين بها على ضروريات الحياة , وما كاد يبحث عن العمل حتى يسره الله له لكونه معروفا ببعض التقدم في مواد اللغة العربية ولكونه انضم الى صفوف الحركة الوطنية وهو ابن تسعة عشرة سنة وخاصة عند عودة الزعيم عبد الخالق الطريس الى مسقط رأسه بتطوان سنة 1952 ميلادية بعدما كانت السلطات المحتلة الاسبانية قد منعته من الاقامة بها .
وهكذا عين الاستاذ عبد الواحد أخريف في هذه السنة مدرسا للغة العربية بالمعهد الحر ..
شعر الاستاذ أخريف رحمه الله تعالى بميل إلى قرض الشعر وهو في نحو الخامسة عشر من عمره .فنظم أبياتا عدة في مختلف الأغراض التي كانت تعني له غير ان شعر هذه الفترة كان عبارة عن محاولات أولية ينقصها الكثير من النضج وتفتقد إلى ميزة الاستواء لكنه بعد أن شعر بهذا الاستعداد الفقطري علق على قراءة دواوين للشعر الأصيل ,فكان ذلك أثره في تحسن شعره وتطوره.
ظل مدرسا بالمعهد مدة سنتين 1952 1954-// وعمل كذلك محررا بجريدة الأمة كما ظل يتابع دراسته ..
ثم بعدها تقدم الاختبار لاختيار التدريس الرسمي فشارك في المباراة ,وفاز بالدرجة الاولى فعين مدرسا رسميا للغة العربية ,وكان وقتها متزوجا من أربعة أشهر فقط .
وكان تدريسه الطلبة بقبيلة أنجرة ,لكنه رغم تخليه عن الدراسة إلا أنه لم يقطع علاقته بالعلم فما زال يدرس العلوم الشرعية والاداب والأصول إضافة إلى بعض اللغات الاجنبية كالفرنسية, والاسبانية وبعد عام ونصف من العمل بانجرة ..عاد إلى مدينة تطوان للعمل في سلك التدريس بمدارسها

وفي سنة 1959 عين أستاذا للغة العربية بمدرسة المعلمين الاقليمية نظرا لكفاءته العالية في هذه المادة الحيوية والتي هي مفتاح كل العلوم الشرعية .
فبدأ في تكوين أجيال من المعلمين للغة العربية والذين جابوا المغرب وأصبحوا مدرسين ومعلمين ..
وأثناء عمله بالتدريس وتكوين المعلمين قرر أن يشارك في مباراة اختيار أساتذة التعليم الثانوي 1962 اجتاز الامتحان ,ونال درجة عالية والرتبة الاولى على الصعيد الوطني .
فارتقت وضعيته الادارية الا أنه بقي حريصا على نيل الشهادات العليا فشارك في امتحانات الباكالوريا ونال رتبة ممتازة 1966 بعدها قررالالتحاق بالتعليم العالي والالتحاق بكلية أصول الدين التابعة للجامع القرويين .
وبالفعل ثابر ودرس على كبار العلماء وقتها كعبد الله كنون واحمد بن تاويت العربي اللوه وآخرين وكان يحرز الرتبة الأولى كعادته إلى أن نال شهادة الاجازة العليا في الأصول بعدها أدى امتحان الكفاءة التربوية بعدها عمل أستاذا اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة في نفس الوقت, يلقي دروسا دينية في التفسير والحديث والفقه ببعض مساجد المدينة .
بعدها تنقل بوظائف إدارية من ناظر عاما الى مدير الى نائب جهوي لوزارة والشؤون الثقافية. وقد بدل جهودا معتبرةى الكل شهد له بها في نشر الثقافة وتعميم اشعاعها .
انتهى به الأمر مشرفا على مصلحة التعليم الثانوي بنيابة وزارة التربية الوطنية بتطوان حتى أحيل على المعاش 1993 .
شارك في عدة ملتقيات ثقافية وطنية ودولية بدأنشر انتاجه الثقافي والأدبي والشعري سنة 1952 ومن أهم المجلات ,والصحف التي نشرت له -دعوة الحق*المناهل*الأنوار* المنهل*الأنيس* العلم*الأمانة*الميثاق*النهاروغيرها

كما عمل كذلك عضو برابطة علماء المغرب .وانتهى به المطاف مدرسا للعلوم الدينية بإحدى مساجد تطوان ومنها الأصول الفقهية المنطق الحديث والفقه .

هذه كانت نبذة بسيطة عن حبيب لنا واستاذ لمدينتنا العزيزة وقد افتقدناه لانه لم يترك من يخلفه في مستواه الذي يشهد له العامة والخاصة ..وأخص بالذكر الجدد من الطلبة وإلا تبقى لمدينة تطوان غنية بكبار العلماء كالشيخ محمد بوخبزة صاحب السند العالي والغني عن التعريف والشيخ محفوظ والدكتور اسماعيل الخطيب وغيرهم
وقد ترك ديوانا شعريا ومذكرات وكتب قليلة الغالب منها لم يطبع ولم ينشر
بعد.

الله المستعان
وبالله التوفيق

بجد روع ـــــه

ارجو السموحه ... الموضوع مكرر

تم النقل

يسلمووو

سلمت للانتقاء

جزاك الله كل خير

تقبل خالص مودتى

واحترامى

» مع شاعر المغرب الكبير والاصولي والنحوي ...رحمه الله
» نصيحة من ابن باز رحمه الله
» ثمن الحب في الله الالباني رحمه الل
» الحسن البصرى رحمه الله
» الإمام النّووى رحمه الله

صفحة 1 من اصل 1