وكلب يعوي

موضوع: وكلب يعوي الخميس فبراير 10, 2011 2:17 am

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

كم مرة كنت تمشي ورأيت كلبًا يعوي عليك . أنت في أثناء سيرك ترى عصافير جميلة تسبح من حولك وتغرد وترى حمائم تطير تداعب النسيم وترى الهدهد يرنو بنظره إليك ويذكرك بسيدنا سليمان عليه السلام ويذكرك بالملكة بلقيس ملكة سبأ التي أطاعت ربها وأسلمت له . وترى أيضا نحلًا ونملًا وأممًا وأمم تراها وتراها وفي أثناء سيرك تسمع صوتا ً مقززًا صوتا ً حقيرا ً صوتا ً دنيئا ً صوتا ً ذليلا ً تنظر من أين أتى هذا الصوت فإذا به من حيوان يعوي (ينبح)عليك في وسط هذه الحديقة الجميلة يوجد كلب يعوي عليك وكل منا سيتصرف معه بطريقته فمنا من إذا رآه يعوي قال ما هو إلا كلب ولا ينبغي لي أن أنزل إلى درجته فهو بدايته كلب ونهايته كلب ومع ذلك فسيظل يعوي فهو كلب ( إن تتركه يلهث ) ومنا من سيحمل عليه بركله أو شتمه أو ضربه ومع ذلك فهو كلب ( إن تحمل عليه يلهث ) هذا إن كنت تمشي في غابة جميلة مليئة ببديع خلق الله . أما إن كنت تمشي في غابة غادرة مليئة بالكلاب من البشر فالأمر مختلف من الممكن أن تكون في سيرك في سفر مثلا ً وتجد أحدهم ينهق نهيق الحمار يسخر من بعض مظاهر الدين التي ظهرت عليك فالحقد والحسد الذي ملأ قلبه ما جعله يتمالك نفسه ونهق نهيق الحمار وعوى عواء الكلب وأنت تنظر إليه نظرة سخرية نظرة أسد من كلب أو نمرمن حمار أونسر من فأر فكلما لم تعبأ بعوائه زاد نهيقه أنت هادىء وهو ينهق وما زال ينهق إلى أن سد فمه البرسيم وما زال ينهق ولكن نهيق حمار ممتليء الفم . أو قل ككلب سد فهمه عظمة ألقاها له أسياده الذي يلعق نعالهم . فهذا مثل الكلب الجبان الذي ما يجرؤ أن يواجهك صراحة بل يلمز ويغمز ويسخر والله يسخر منه . هذا ما زاد عندي عن كلب أو حمار لا أكثر ولا أقل . وأثناء سيرك في الغابة تجد أناسا طيبين يشجعونك يأخذون على يديك يوقرون فيك بعض مظاهر الدين التي ظهرت على سمتك تجد أحدهم لا يؤدي كثيرا من فرائض الله التي أمره بها ولكن في قلبه نور منعه من السخرية والإستهزاء بإخوانه من المسلمين فهذا أحرى أن يصلحه الله أما هذا المجرم الذي ما قدر أن يكون مثل الملتزمين بشرع الله فلا هو سكت ودعا الله أن يمن عليه بالهداية كما من عليهم بل ظل ينهق ويعوي عليهم حقدا ً وحسدا ً منه غمزا ً ولمزا ً وما علموا أن هذه الصفات ما استحدثوها بل هي في أشباههم من الحيوانات من الحمار والكلب وإن كنت لا أستبعد هداية مثل هذا ولكن هو خبيث ممكن أن يتوب فالله كبير وعلى كل شيء قدير فأين حقوق العباد أين حق هذا الذي سخرت منه وأين حق ذاك الذي لمزته وأين حق هذه التي قذفتها وهي محصنة . اتق الله وكن ممن هم أقرب للتقوى وأحب الصالحين ولا تعاديهم وإن لم تستطع أن تكون مثلهم فلا تحاربهم وتب إلى الله عله يغفر ذنبك أما أن تحاربهم فأنت كلب تعوي وحمار ينهق والله قادر على أن يخرصك . فلا تكن كلبًا يعوي .

يارب اللهم لا تجعل أحدًا يلومني بهذا الكلام فقد قلته وعليك التكلان

صفحة 1 من اصل 1