ثانيـــًا: الخوف من عدم القبـــول هو طريقك إلى القبــول ..
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} [المؤمنون: 60]، قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟، قال "لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات" [رواه الترمذي وصححه الألباني] .. فعليك أن تكون دائم الخوف من عدم القبول وتُكثِّر من الدعــــاء أن يتقبَّل الله منك عملك.
ثالثًا: الثبــــات على الطاعــــات بعد رمضان ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لكل عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كان فترته إلى سنتي فقد اهتدى ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك" [صحيح الجامع (2152)] .. لذا تجد نفسك غير قادرًا على المواظبة على الطاعات التي كنت تقوم بها في رمضان ..
ولمواجهة الفتور الذي يحدث بعد رمضـــان ..
1) عليك أن تداوي قلبك بالإستماع إلى القرآن الكريم والمواعظ .. قال تعالى {..وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا، وَإِذًا لَآَتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا، وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء: 66,68] .. فتكون سببًا في إزالة الغفلة والطبع الذي على القلب.
2) العلم والتوحيـــــد .. يقول الله عز وجلَّ {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ} [محمد: 19] .. وعليك أن تُكثر من الثناء عليه ومدحه سبحانه، فإن الله تعالى يقول {إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ} [آل عمران: 51] .. فالإستقامة تأتي من معرفتك بالله جلَّ وعلا.
3) الإخلاص وتطهير القلب من أي شيء سوى الله جلَّ وعلا ..
4) تجديد التوبة والإنــــابة .. فالتوبة هي أول منازل العبودية وأوسطها وآخرها، وبعد أي عمل لابد أن تتوب من تقصيرك فيه .. كما إن الذنوب هي سبب الوقوع وعدم الثبــات على الطاعة، وبتجديد التوبة يوفقك الله عز وجلَّ للهداية بعد رمضــان .. كما في قوله تعالى {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
5) الشكر .. يقول تعالى {.. وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .. فالشكر سيحميك من الإنتكاس ..
فعليك بإدمـــان الحمد .. عن مصعب بن سعد عن أبيه رضي الله عنه أن أعرابيًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء لعل الله أن ينفعني به، قال "قل اللهم لك الحمد كله وإليك يرجع الأمر كله" [رواه البيهقي وحسنه الألباني]
6) حسِّن خُلقك .. وتحلى بالحلُم في معاملة الناس حتى وإن أساؤوا إليك .. فقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين الإستقامة وحُسن الخلق حينما أوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه، فقال "استقم وليحسن خلقك" [رواه ابن حبان وحسنه الألباني] .. وقال صلى الله عليه وسلم "إن المسلم المسدد (أي: المُستقيـــم) ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله بحسن خلقه وكرم ضريبته" [صحيح الجامع (1949)]
7) إستقـــامة اللســـان .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه .." [رواه أحمد وحسنه الألباني]
الإستقامة على أعمال صالحة دائمة .. وكلما زادت أورادك الثابتة التي تستديم عليها، أرتقت منزلتك عند الله جلَّ وعلا ..
وإذا أردت الإستقامة، لُذ بالحي القيــــوم كي يُقمك على دربه،،
ها هو رمضـــان يُنـــاديــــك: أرجـــوك لا تتركني .. بعد أن تذوقت معه لذة الصيـــام والقيــــام وتلاوة القرآن والقُرب من الرحمن ..
فإيـــــــاكم أن تتركوه .. وأحذرو أخى وأختى أن يُضلكم الشيطــــان عن الطريــــــــــق !!
*
*
*
اللهم إنى أسألك علما نافعاً
ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً
اللهم آمين
منقول