التـــــــــــــــــــــــــــــــــكبر

بسم الله الر حمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وبعد :

عرَّف النبي  التكبر بكلام جامع فقال :الكبر بطر الحق و غمط الناس .
عن عبد الله بن مسعود  عن النبي  قال :لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر . قال رجل : إنَّ الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة ، قال :إنَّ الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق ، وغمط الناس . صحيح مسلم - كتاب الإيمان - باب تحريم الكبر وبيانه .
بطر الحق :إنكار الحق ترفعاً وتجبراً . غمط الناس :احتقارهم .
فالتكبر :أن يعظم الإنسان نفسه ويستحقر غيره ،فتأبى نفسه الانقياد لغيره ،وتدعوه إلى الترفع عليهم واستصغار شأنهم .
ومثل المتكبر ،مثل رجل وضع على عينيه نظارة سوداء في وضح النهار ،ترى الشمس مشرقة ضياءها يملأ أرجاء الكون ،فإذا به يقول :إنَّ الدنيا مظلمة لا أرى فيها ضياءً ،وما ذلك إلا بسبب النظارة السوداء ولو رفعها عن عينيه لرأى الضياء ،وكذلك المتكبر لو أزال غشاوة التكبر لرأى الحق عين اليقين .
لذلك من كان في قلبه مثقال ذرة لا يدخل الجنة ،لأنَّ هذه الذرة تنمو حتى تغدو شجرة تضرب جذورها على قلب الإنسان فتعمى بصيرته ويعمى بصره فلا يرى الحق .
سببه :الإعجاب بالنفس من كثرة الأموال ، أو كثرة الأتباع والأنصار أو لقوة أو لجمال أو لحسب ونسب.
مصيره : قال الله تعالى {فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ }النحل29
وقال سبحانه{وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلَـَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }الأعراف36
عن أبي هريرة  قال : قال رسول الله : قال الله عز وجل :الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما ، قذفته في النار . سنن أبي داود - كتاب اللباس - باب ما جاء في الكبر .
{وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }الجاثية37
عن أبي هريرة  عن النبي  فيما يحكي عن ربه عز وجل ، قال : الكبرياء ردائي ، فمن نازعني ردائي قصمته. المستدرك على الصحيحين للحاكم - كتاب الإيمان .
فمن صور المتكبرين الذين قصمهم الله جل جلاله .
إبليس أبى واستكبر فكان من الكافرين ،قال :أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ،فكان عاقبته أن سخط الله عليه وطرده من الجنة ووعده الخلود في جهنم وبئس المصير .
فرعون تكبر وطغى حتى قال :أنا ربكم الأعلى ،فأغرقه الله وهو في جهنم يعرض عليها غدواً وعشياً .
أبو جهل تكبر وطغى وكذب النبي  ،فأخذه الله في غزوة بدر أخذ عزيز مقتدر فهو في جهنم خالداً فيها بئس مثوى المتكبرين .
أخي القارئ :التكبر خلق ذميم يفرق جماعة المسلمين ويزرع بينهم العداوة والحسد والرياء ،فاحذر التكبر الذي يجر الذل على صاحبه وهو لا يعلم .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

جزاك الله الجنة
تقبل مرورى
اختك نور

صفحة 1 من اصل 1