أول خطبة للنبي صلي الله عليه وسلم بالمدينة
" أما بعد أيها الناس .. فقدموا لأنفسكم ، تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راعٍ ، ثم ليقولن له ربه و ليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه : ألم يأتك رسولى فبلغك ؟ وآتيتك مالاً وأفضلت عليك فما قدمت لنفسك ؟ فلينظرن يميناً وشمالاً فلا يرى شيئاً ، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم .
فمن استطاع أن يقى وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ، ومن لم يجد فبكلمة طيبة فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسلام عليكم وعلى رسول الله ورحمة الله وبركاته " .
) سيرة ابن هشام 1/300، وأخرجها أيضاً البيهقى (
خطبته صلى الله عليه وسلم في أول جمعة صلاها بالمدينة
" الحمد لله ، أحمده واستعينه واستغفره ، واستهديه وأؤمن به ولا أكفره ، وأعادى من يكفره ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده وسوله، أرسله بالهدى ودين الحق والنور والموعظة على فترة من الرسل وقلة من العلم وضلالة من الناس وانقطاع من الزمان ، ودنو من الساعة ، وقرب من الأجل. من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصه فقد غوى وفرط وضل ضلالاً بعيداً، وأوصيكم بتقوى الله فإنه خير ما أوصى به المسلم أن يحضه على الآخرة، وأن يأمره يتقوى الله فاحذروا ما حذركم الله من نفسه، ولا أفضل من ذلك نصيحة، ولا أفضل من ذلك ذكرى وإنه تقوى لمن عمل به على وجل ومخافة ، وعون صدق على ما تبتغون من أمر الآخرة ، ومن يصلح الذى بينه وبين الله من أمر السر والعلانية لا ينوى بذلك إلا وجه الله ، يكن له ذكراً فى عاجل أمره وذخراً فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلى ما قدم .. وما كان من سوى ذلك : يود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ( ويحذركم الله نفسه و الله رءوف بالعباد ) والذى صدق قوله وأنجز وعده لا خلف لذلك فإنه يقول تعالى ( ما يبدل القول لدى وما أنا بظلام للعبيد ) واتقوا الله فى عاجل أمركم وآجله فى السر والعلانية فإنه ( ... من يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجراً ) ، ومن يتق الله فقد فاز فوزاً عظيماً ، وإن تقوى الله توقى مقته وتوقى عقوبته وتوقى سخطه وإن تقوى الله تبيض الوجه ، وترضى الرب ، وترفع الدرجة . خذوا بحظكم ولا تفرطوا فى جنب الله ، فقد علمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله : ليعلم الذين صدقوا وليعلم الكاذبين . فأحسنوا كما أحسن الله إليكم وعادوا أعداءه وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وسماكم المسلمين ، ( ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حى عن بينة ) ولا قوة إلا بالله فأكثروا ذكر الله واعملوا لما بعد الموت ، فإنه من أصلح ما بينه وبين الله يكفه ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضى على الناس ولا يقضون عليه ، ويملك من الناس ولا يملكون منه ، الله أكبر ولا قوة إلا بالله العلى العظيم " .
( قال ابن كثير في البداية ج 3 ص 213 هكذا أوردها ابن جرير، وفي السند إرسال. ووردت في تاريخ الطبرى 2/255، والقرطبى في تفسيره ج 18 ص98 (
خطبة أخرى للنبي صلي الله عليه وسلم
" إن الحمد لله أحمده وأستعينه ، نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إن أحسن الحديث كتاب الله تعالى : قد أفلح من زينه الله في قلبه ، وأدخله فى الإسلام بعد الكفرواختاره على ما سواه من أحاديث الناس . إنه أحسن الحديث وأبلغه ، أحبوا من أحب الله وأحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله وذكره ولا تقس عنه قلوبكم ، أعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً واتقوه حق تقاته ، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم ، وتحابوا بروح الله بينكم ، إن الله يغضب أن ينكث عهده .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " .
)رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والترمذى، والنسائى.. وغيرهم (