وبشر المؤمنين

<..بحثت عن سعادتي...
في الشوارع...في المنازل..في الكتب..في الأشخاص...وحتى في الثغور الصغيرة..................فلم أجدها................
بحثت عنها في الشوارع...فلم أجد سوى السكارى..ومدمني الخمر..
يتسكعون في الطرقات..يبحثون عن نفس السعادة..وعن نفس الفرحة...
يختفون وراء ميولاتهم الاجرامية..ليعبروا عن حسرتهم...يبكون على القارورة..ليكسروا بها جدار الفقر المدقع..والحرمان الطويل، من عاطفة
لطالما بحثوا عنها..في قلوب الناس...
بحثت عن سعادتي...
بحثت عنها..في المنازل..فلم أجد سوى ..أزواجا..يتعاركون بالأواني...
والكلمات القذرة...والنظرات الساخطة...
أزواج..يتزاوجون..للطلاق..ويتوافون..ويخلصون..للخيانة...
أزواج..همهم الوحيد..الجري وراء المادة..ومغريات الدنيا الفانية...
فكانت نتيجة علاقتهم..الزوال...
لم أجد..سوى أطفالا..مشردين كانوا..نتيجة أنانية الآباء..وسوء التفكير،
والاختيار..
دموع هؤلاء الأطفال...المتهاطلة..تصدع كل قلب حي..يحلم بالفرحة على وجه كل ضعيف...
ولم أجد..سوى شيوخا وعجائزا..أفنوا حياتهم..من أجل اسعاد أبنائهم...
بذلوا النفس..والنفيس..من أجل فلذات أكبادهم..
حرموا أنفسهم كل ماتطيب له الحياة..وكل شيء جميل..لادخال شيئا من
السرور..والفرحة..على قلوبهم...
وفي الأخير..كانت نتيجتهم الطرد من المنازل..والعيش في الشوارع..
والأزقة..ومراكز..لا تعوض العاطفة العائلية الحقيقية..
بحثت عن سعادتي..في الكتب..فلم أجد..سوى روميو..يتعذب من جولياته..ولم أجد..سوى جميلا..ينظم شعرا لبثينته...
فلم تعجبني قصصهم..ولم أرى فيها..سوى ذكريات خيالية..لا يوجد منها
بصيص من الوفاء..في أرض الواقع...
قرأت كتبا..في الحزن..في اليأس..في العاطفة..فلم تعجبني..سوى كتب
الأنين..وذكريات آلام الأيتام..والمساكين..
بحثت عن سعادتي..في الكتب..في الأشخاص..فلم أجد..سوى قلوبا..
تطوي الأنانية..وعقولا..تحوي العلمانية..وضمائرا..ميتة....
قلوب..خاوية من الايمان...قلوب..تبحث عن الدنيا..وهي على شفا حفرة القبر...
فلم أجد سعادتي!...
واصلت السير..وأنا متأكدة..أن الله سبحانه وتعالى..لن يتركني وحيدة..
تصارعني الأحزان..والآلام..
لااله الاالله..نبض قلبي..وسر وجودي..وعقيدتي في حياتي..وشهادتي عند موتي..ان شاء الله..
نظرت الى الأرض..أين سيوضع جسدي يستريح..حين بلوغ أجله...
نظرت..وأنا أنتظر غدا مشرقا..
تأملت التربة البنية..وددت لو أمسح فيها جسدي..المليء..بتلوثات الذنوب..والقسوة..واليأس..والحزن...
فتيقنت حينها..أن الايمان بالله..والتضرع اليه في الشدائد..والمحن...
والشكر له في الأفراح..باعتباره..هو أقرب الينا من حبل الوريد..ووجود
الوالدين..وطاعتهما..وصحبتهما باحسان..هو..قمة السعادة الحقيقية...
فبدون طاعة الله..وصحبة الوالدين..تنعدم السعادة..ولا يبقى للانسان..
سوى أنين..يواسي به نفسه..التي تظل تتعذب..الى آخر يوم تعيشه...
والى آخر كلمة ينطقها..والى آخر نفس يلفظه..
فيطوى جسده..في حفرة القبر..ويوسد اسمه فراش النسيان....
انتهى

هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااايل يامبدع


جنااااااااااااااااااااااااااااااااااااان