طريق الهدايه اسدالسنه
1238
نقات : 22261
التقييم : 6
المزاج :
المزاج : تمام
<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/follow?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fprofile.php%3Fid%3D1127292118&layout=standard&show_faces=true&colorscheme=light&width=450&height=80" scrolling="no" frameborder="0" style="border:none; overflow:hidden; width:450px; height:80px;" allowTransparency="true"></iframe>
| موضوع: القيم المعنوية.. الأربعاء فبراير 09, 2011 11:42 pm | |
| القيم المعنوية
قال سبحانه وتعالى : (وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * الاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
الانسان والمجتمع في تدهور واضطراب وخسران في جميع مقومات الحياة وميادينها ، باستثناء من تكون المفاهيم والقيم الدينية هي الحاكمة على مسيرته وحركته ؛ حيث تحرر تلك القيم الإنسان والمجتمع معاً من جميع العبوديات الفكرية والاجتماعية والتربوية ، وتزرع في الضمير وخلجات النفس وفي الواقع الاستقرار والطمأنينة التي هي أساس الصحة النفسية والخلقية ، وتدفع الى العمل الايجابي البناء في اصلاح وتغيير النفس والمجتمع ، وأساس القيم المعنوية والنفسية الايمان بالله تعالى وباحاطته التامة بالانسان في حركاته وسكناته ، وهو الذي يجعل الضمير طامعاً في ثواب الله ، وخائفاً من غضبه وعقابه.
وأثبتت حركة التاريخ وسننه المتتابعة انّ الابتعاد عن الدين فكراً وسلوكاً هو أساس جميع الوان الانحراف والانحطاط الفردي والاجتماعي ، ابتداءً بفقدان الصحة النفسية والروحية ، وانتهاءً بالممارسات المنحرفة ، ولهذا نجد انّ الانحراف يتزايد في المجتمعات غير الدينية التي لا تؤمن بمفاهيمه أو لا تتبناه منهجاً لها في الحياة. قال تعالى : فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى*وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى .
والضنك هو الضيق في كلّ شيء ، وهو لازم لمن أعرض عن ذكر الله ، والاعراض يبعد القلب عن الهدوء ، والنفس عن الطمأنينة ، ويجعل الانسان يعيش الانفلات من الرقابة الذاتية فلا كابح لشهواته ورغباته ونزواته ، فيكون همّه اشباعها بأيّ طريق أمكن دون النظر الى الآثار الوخيمة المترتبة على ذلك القيم المعنوية تشمل : الايمان بالله ، والايمان بالثواب والعقاب ، وذكر الله ، وذكر الموت ، والاعتراف بالذنب ، والاستغفار ، والتوبة ، والرضا بالقضاء. وفيما يلي نستعرضها تباعاً :
1 ـ الايمان بالله تعالى
الانسان مجبول بفطرته على الايمان بالله تعالى ، حيث يبدأ منذ الطفولة بالتساؤل عن نشوئه ونشوء الكون ، وعن العلة من وراء ذلك ، والايمان بالله من (أهم القيم التي يجب غرسها في الطفل... ممّا سوف يعطيه الأمل في الحياة والاعتماد على الخالق ويوجد عنده الوازع الديني الذي يحميه من اقتراف الآثام)والايمان بالله حاجة ضرورية ، وفي هذا الصدد قال باسكال : (كل شيء غير الله لا يشفي لنا غليلاً)
ويرى الفيلسوف المعاصر الدوس هكسلي انّه (لا تستريح البشرية حتى يتجرّد الانسان من عوائقه ونزعاته ، ولا يكون متجرّداً إلاّ إذا ارتبط برباط آخر ألا وهو الله)
ويرى عالم النفس السويسري كارل يونج (ان انعدام الشعور الديني يسبب كثيراً من مشاعر القلق والخوف من المستقبل ، والشعور بعدم الأمان ، والنزوع نحو النزعات المادية البحتة ، كما يؤدي إلى فقدان الشعور بمعنى ومغزى هذه الحياة ، ويؤدي ذلك إلى الشعور بالضياع) ، وقد استخدم هذا العالم الدين في علاج كثير من مرضاه النفسيين
وهذه المشاعر وما يرافقها من نزوع نحو النزعات المادية هي أساس الانحراف الفكري والعاطفي والسلوكي وأساس الشرور والآثام ، ولا وقاية إلاّ بالايمان بالله تعالى ، ولا علاج إلاّ بتعميق الايمان في النفوس والايمان له آثار إيجابية في جميع مقوّمات النفس والحياة ، ومنها : الصحة النفسية والعقلية والخلقية ، ومن أقوال أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد :
1 ـ « من عرف الله سبحانه لم يشقَ أبداً ».
2 ـ « التوحيد حياة النفس ».
3 ـ « الإيمان أمان ».
4 ـ « من عدم الفهم عن الله سبحانه لم ينتفع بموعظة واعظٍ ».
5 ـ « بالإيمان يستدلّ على الصالحات »(1).
والايمان بالله تعالى باعث للسلوك القويم ؛ حيث يجعل الخير والصلاح أصيلاً ثابتاً لا عارضاً مزعزعاً ، ومن آثار الايمان على نفس الفرد هي : التفاؤل ، التفتح ، الطمأنينة ، التمتع باللذات المعنوية ، مقاومة الانحراف ، الصبر على المصائب ، التنافس على عمل الصالحات وغيرها من مقومات الاستقامة وحسن السيرة والسريرة.
ومن آثاره الاجتماعية : احترام القوانين والضوابط الاجتماعية ، تقديس العدالة ، الشعور بالاخوة والمحبة بين الافراد ، الثقة المتبادلة ، الاحساس بالمسؤولية الاجتماعية ، التقوى ، الايثار ، نكران الذات ، تقبل النصيحة والنقد البنّاء.
ومن هنا فتعميق الايمان بالله ضروري جداً في تربية الانسان وخصوصاً في مرحلة الطفولة ، وهو وحده الذي يحصنه من الانحراف ويوجه ضميره وارادته وسلوكه نحو الاستقامة والصلاح لايمانه بوجود قوة غيبية تتابعه في حركاته
وسكناته.
والايمان كما جاء في قول الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام : « الإيمان أداء الفرائض واجتناب المحارم ، والايمان هو معرفة بالقلب واقرار باللسان وعمل بالأركان والايمان التزام واستشعار للرقابة الآلهية ، قال رجل للاِمام الصادق عليه السلام : أوصني ، فقال له : « لا يراك الله حيث نهاك ، ولا يفقدك حيث أمرك »
فقال الرجل : زدني ، فقال عليه السلام : « ما أجد لك مزيداً »
وقال عليه السلام : « خف الله كأنك تراه ، وإن كنت لا تراه فإنّه يراك »
2 ـ الايمان بالثواب والعقاب
الايمان بالثواب والعقاب واستشعاره في العقل والضمير هو الزمام الذي يكبح الشهوات والنزوات ، وهو اكثر ايقاظاً للعقل والقلب والارادة ؛ حين يوجه الكيان الانساني الى اليوم الخالد الذي يقف فيه الانسان أمام من لا تخفى عليه خافية وأمام من يحيط بالانسان والحياة والكون.
والايمان بالحياة الاخرى حافز على اصلاح النفس والضمير ، وحافز للتسامي والارتقاء في جميع مقوّمات الشخصية الانسانية ، ومقومات الحياة الانسانية
ومن أقوال أمير المؤمنين عليه السلام في هذا المجال :
1 ـ « من أحبّ الدار الباقية لهي عن اللّذات ».
2 ـ « من اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشهوات ».
3 ـ « من خاف العقاب انصرف عن السيئات »
وجعل الآخرة هماً للانسان يسهم مساهمة فعالة في اصلاح النفس واصلاح الضمير واصلاح السلوك ، والتفكير المتواصل بالآخرة يحصن الانسان من المعصية ، وهذه حقيقة ملموسة وواقعية.
قال أمير المؤمنين عليه السلام :
1 ـ « اجعل همك لمعادك تصلح ».
2 ـ « من اكثر من ذكر الآخرة قلّت معصيته »
والايمان بالثواب والعقاب في دار الدنيا يحرك الانسان نحو عمل الخير ويوجهه نحو التكامل ، ويردعه عن الباطل والانحراف ، وقد وردت عدة روايات حول السنن المرتبطة بالثواب والعقاب ، نذكر منها على سبيل المثال : قول الامام محمد الباقر عليه السلام : « صلة الارحام تزكي الأعمال ، وتنمي الأموال ، وتدفع البلوى ، وتيسر الحساب ، وتنسيء في الأجل »
وقال عليه السلام : « ما من نكبة تصيب العبد إلاّ بذنب »
وقال الامام جعفر الصادق عليه السلام : « انّ الذنب يحرم الرزق
وقال عليه السلام : « من عيّر مؤمناً بذنب لم يمت حتّى يركبه »
وقال عليه السلام : « من استشار أخاه فلم يمحضه محض الرّأي سلبه الله عزّوجلّ رأيه »
وعن الامام محمد الباقر عليه السلام قال : « وجدنا في كتاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اذا ظهر الزنا من بعدي كثر موت الفجأة ، وإذا طفّف المكيال والميزان أخذهم الله بالسنين والنقص ، وإذا منعوا الزكاة منعت الأرض بركتها من الزّرع والثمار والمعادن كلّها ، واذا جاروا في الأحكام تعاونوا على الظلم والعدوان ، وإذا نقضوا العهد سلّط الله عليهم عدوّهم ، واذا قطعوا الأرحام جعلت الأموال في أيدي الأشرار ، واذا لم يأمروا بالمعروف ولم ينهوا عن المنكر ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي سلّط الله عليهم شرارهم فيدعو خيارهم فلا يستجاب لهم »
والايمان بوجود تقييم موضوعي للناس على أساس الثواب والعقاب يسهم في البناء التربوي السليم ، وهو تشجيع للمحسن وردع للمسيء.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « لا يكونن المحسن والمسيء عندك بمنزلة سواء ، فانّ ذلك تزهيد لأهل الاحسان في الاحسان ، وتدريب لأهل الاساءة على الاساءة ، فالزم كلاًّ منهم ما ألزم نفسه أدباً منك ينفعك الله به وتنفع به أعوانك »
ـ ذكر الله تعالى
قال تعالى : (الا بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)
.
اطمئنان القلب يحقق التوازن النفسي والانفعالي داخل النفس الانسانية ، وهو أحد أعمدة الصحة النفسية التي تسهم مساهمة فعّالة في ارتقاء الانسان سلم الكمال والمسيرة الصالحة.
وذكر الله يصدّ عن فعل القبيح لاستشعار الرقابة الالهية المطبقة على حركات الانسان وسكناته ، فلا يقدم على أي ممارسة مخالفة للموازين الالهية في السلوك والعلاقات الاجتماعية ، ولا يقدم على أي عمل لا يحرز فيه رضا الله تعالى.
وأول ثمار ذكر الله تعالى الابتعاد عن الشيطان الذي يوسوس للانسان ويزيّن له الانحراف ، والابتعاد عن الشيطان أو ابعاده عن التأثير مقدمة لاصلاح خلجات النفس ثم الممارسات العملية.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « ذكر الله مطردة الشّيطان »
وقال عليه السلام : « ذكر الله دعامة الإيمان وعصمة من الشيطان »
ولذكر الله تعالى تأثير في علاج الأمراض النفسية ، وهي عامل مساعد للانحراف ، وعلاج النفس يسهم في تقبل منهج الاستقامة والصلاح.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « ذكر الله دواء أعلال النفوس
وذكر الله تعالى يسمو بسلوك الانسان بعد صلاح قلبه ومحتواه الداخلي ، وهو صلاح له في السر والعلن.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « أصل صلاح القلب اشتغاله بذكر الله »
وقال أيضاً : « من عمّر قلبه بدوام الذكر حسنت أفعاله في السرّ والجهر »
والذاكر لله يذكره الله ، وهذا الذكر له تأثيراته العملية على الشخصية الانسانية في جميع مقوماتها ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : « من ذكر الله سبحانه أحيى الله قلبه ونوّر عقله ولبّه »
ومصاديق الذكر متعددة ومتنوعة لا حدود لها ، وقد وردت عدة روايات تؤكد على : التسبيح ، والتهليل ، والتحميد ، والتكبير ، وقول : لا حول ولا قوة إلاّ بالله ، ولكل واقعة أو حدث أو قضية ذكر معين ، كالحمد لله ، حسبي الله ، أتوكل على الله ، وغير ذلك.
وهنالك مصاديق عملية وواقعية لذكر الله ولتعميق صلة العبد بربّه تسهم في ردع الانسان عن الانحراف والشرور وتدفعه الى الاستقامة والصلاح ، ومن هذه المصاديق
أولاً : قراءة القرآن الكريم
القرآن الكريم أحد وسائل الارتباط بالله تعالى ، وهو نور يستضيء به الإنسان ، ففيه منهاج شامل للبشرية جمعاء يعين الانسان على الاستقامة
والتقيد بالموازين الصالحة والضوابط السلوكية السليمة.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « كفى بالقرآن داعياً »
وقال عليه السلام : « القرآن أفضل الهدايتين ».
وقال عليه السلام : « ما جالس أحد هذا القرآن إلاّ قام بزيادة أو نقصان ؛ زيادة في هدىً ، أو نقصان في عمىً »
والقرآن الكريم شفاء من جميع الأمراض والعلل النفسية التي تؤدي غالباً الى الانحراف كالوسوسة والقلق والحيرة ؛ لأنّه يوصل القلب بمنعم الرحمة والرأفة فيسكن ويطمئن ويستشعر الحماية والأمن.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « أحسنوا تلاوة القرآن فانّه أنفع القصص واستشفوا به فانّه شفاء الصدور »
وقال الامام موسى الكاظم عليه السلام : « في القرآن شفاء من كل داء »
وقراءة القرآن تجعل أجواء المنزل وأجواء الأسرة أجواءً روحانية تتسامى فيها النفوس وتتوجه نحو الاستقامة والصلاح.
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « البيت الذي يقرأ فيه القرآن ويذكر الله عزّوجلّ فيه ، تكثر بركته ، وتحضره الملائكة ، وتهجره الشياطين ، ويضيء لأهل السماء كما تضيء الكواكب لأهل الأرض ، وإنّ البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن ولا يذكر الله عزّوجلّ فيه ، تقلّ بركته ، وتهجره الملائكة ، وتحضره الشياطين
| |
|