طريق الهدايه اسدالسنه
1238
نقات : 22259
التقييم : 6
المزاج :
المزاج : تمام
<iframe src="https://www.facebook.com/plugins/follow?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2Fprofile.php%3Fid%3D1127292118&layout=standard&show_faces=true&colorscheme=light&width=450&height=80" scrolling="no" frameborder="0" style="border:none; overflow:hidden; width:450px; height:80px;" allowTransparency="true"></iframe>
| موضوع: أهمية الشـورى في الإسـلام??? الخميس فبراير 10, 2011 1:12 am | |
| أهمية الشـورى في الإسـلام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه , كما يحب ربنا ويرضى , وصلاة ربي وسلامه على نبيه محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد
أهمية الشورى
إن هدي نبينا محمد خير هدي , وطريقته خير الطرق وأقومها , فهو القدوة الأسوة {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } من امتثل نهجه تسهلت له السبل , وتيسرت له الأمور , وإن من أعظم أفعاله التي ربى عليها صحابته قبل قيام دولة الإسلام وبعدها , و التي أثنى الله عليهم بها وقرنها بأعظم العبادات ألا وهي أمر الشورى فقد قال { َالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}الشورى 38 قال ابن كثير رحمه الله : لا يبرمون أمراً حتى يتشاوروا فيه , ليتساعدوا بآرائهم . ا هـ وقال الشوكاني رحمه الله : يتشاورون فيما بينهم , ولا يعجلون , ولا ينفردون بالرأي .ا هـ ثم إن أمر الشورى أمر يحتاج إليه في كل حين , ومن عظم أمره سمى الله سورة بالشورى ، وقد أمر الله نبيه محمد أن يشاور أصحابه , وجعل العزم بعد المشاورة { وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ } ومع أنه مؤيد بالوحي من السماء كان كثير المشاورة لأصحابه . يقول أبو هريرة رضي الله عنه : ما رأيت أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله لأصحابه .
ومن تأمل في القرآن الكريم أدرك أن الله جل وعلا جعل الشورى شرط لتحقيق أمر صغير جداً يختص بطفل رضيع عند فطامه ، وجعل الشورى بين الزوجين سبب لنفي الجناح { فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُر ٍفَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا } وعند عدم اتفاق الزوجين المتفارقين على أجرة إ رضاع طفلهما , فإن على الأب أن يستأجر مرضعة لإبنه { فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى } ومع أن الزوجين مفترقين لم يهمل الله أمر الشورى والإتفاق بينهما ؛ حتى لايضيع الطفل بسبب الخلاف بينهما وتفرقهما . ولوكان أمر الشورى امراً هيناً لما جعله الله بهذه المنزلة , فأمر به في أعظم الأمور وفي أيسرها . وإن المتأمل في هدي النبي يلحظ استشارته للرجال والنساء في كل مالم ينزل به نص قرآني وهو مكان للشورى , فقد استشار أول مابعث أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
وفي أسرى بدر استشار أبا بكر وعمر , ويوم أحد استشار أصحابه في الخروج للقتال من المدينة أو المكث فيها , واستشار يوم الخندق السعدين في ثمار المدينة , واستشار أم سلمة في ذي الحديبية , وفي غير هذه المواضع كثير , كما كان يقول لأصحابه كما عند البخاري (أشيروا علي أيها الناس( وقد تقرر هذا عند الصحابة رضوان الله عليهم , فكانوا يشيرون عليه فأشار عليه الحباب بن المنذر في موقع غزوة بدر ,وأشار عليه سلمان الفارسي في حفر الخندق . ودرج أصحابه على نهجه اقتداء وامتثالا , فجعل أبو بكر عمر عنده عندما سير جيش أسامة ليستشيره ويكون عضداً له , و أسس عمرمجلساً للشورى , وكان يستشر ابن عباس ويقول له : غص غواص , مع أنه صغير السن وكان يستشير الصغار ليربيهم على أمر الشورى , واستشار أيضاً حفصة في قدر مكث الغازي في الثغر وصبر أهله عنه .
وكانت الشورى أمراً دارجاً بين الصحابة والتابعين والعلماء الراسخين فأفلحوا وأنجحوا . وأمر الشورى ليس أمراً هيناً , فلا يستشار إلا صاحب خبرة , ولا يستشار في أمر قد قطع النص الشرعي أو الإجماع فيه { وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الاحزاب 36
ومن استشار شخصاً فقد ضم عقله إلى عقله , فليتخير أرجح العقول وأسلمها وأحكمها ، ومن طبق أمر الشورى في معظم أحواله فهذا دليل على كمال عقله ونبله , لاكما يظن البعض أنه ضعفا وعدم استطاعة تصرف , فالعاقل لايكتفي برأيه , بل يتهم عقله , إذ لوكا ن يستغني عن الشورى أحد لستغنى عنها ذا العقل الراجح والقول الصائب رسول الله , فقد روى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : (مامن نبي إلا له وزيران من أهل السماء ووزيران من أهل الأرض فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر ) وإبراهيم عليه السلام عندما رأى في الرؤيا الأمر بذبح إبنه ـ ورؤيا الأنبياء حق ـ استشار ابنه فقال : { يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ } والحق أن النقص والضعف فيمن اقتصر على رأيه , وتارك المشورة حيرته دائمة , وورطته مستمره , وقد جاء في الأثر (ماخاب من استخار ولا ندم من استشار ) وكان شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله - يقول : ما ندم من استخار الخالق ، وشاور المخلوقين ، وثبت في أمره .
وقد قال سبحانه وتعالى ( وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ) . ا هـ والحق أن ابن آدم ظالماً جاهلاً مخطئاً {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}الأحزاب 72 و (كل ابن آدم خطاء) ولا ينكر هذا لبيب , وإلا فإن العاقل يسد الثلمة بعقل يقرنه بعقله .
والشورى كما أنها تكون خاصة بفرد يستشير بأمر يخصه , فهي أيضا تكون لجماعة وطائفة يستشيرون من يتفقون عليه لسداد رأيه وإدراكه , فلا يتفق شباب مثلاً على أمر بدون مشورة من له فيما يريدون خبرة ومعرفة , فما أفسد بعض المجتمعات إلا اجتهادات أخطئ أصحابه الصواب , فقد يتفق شباب على عمل أمر مفضول يكون بحصوله فقدان أمر فاضل , وقد يصلحون جهة فتفسد بسببها جهة أخرى خير منها , وكذلك ينبغي لمن أمِّر على جماعة أن يشاورهم ليجبر خواطرهم ويستفيد من آرائهم , وأن لا يحتقر رأي أحد منهم وإن كان صغيراً , وإذا تبين له أن رأيهم يخالف الصواب , أو كان رأيه أصوب , بين لهم ذلك وأقنعهم , فإن ملكة سبأ قالت لقومها { يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ } ولما أشاروا عليها بما لا يوافق الصواب , وأحالوا الأمر إليها {قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ } قالت مبينة لهم أمراً قد يكون خافيا عليهم { إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} ولذلك وافق الله مقولتها فقال : {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } فأنجاها الله من الكفر والضلال إلى الإسلام والهداية , ولما عرض ملك مصر الرؤيا على ملئه , أخرج الله من بينهم من بسببه كانت نجاة مصر من مصائب ستحل بهم .
وأما فرعون فإنه لما استشار قومه فقال : {فَمَاذَا تَأْمُرُونَ } أشاروا عليه بما فيه نجاته من عذاب الدنيا {قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } لكنه علم أنما مع موسى ليس سحراً , فاستخف بعقولهم فأطاعوه فأهلكهم الله جميعا . وإذا تقرر في النفس أهمية أمر الشورى , فلا بد من العلم أنه ليس كل شخص يستشار , بل لابد من تحقق صفات في المستشار يحسن التنبه لها . صفات المستشار يستشار العاقل اللبيب الفطن الذي يحسن ما استشير فيه , فلا يستشار في الدعوة من لايحسنها أو من يخذل عنها , بل يستشار الداعية الفطن المعروف بسداد الرأي . ولا يستشار في الأمور الخاصة من لا يحفظ سرا , ولا يستر عيبا , بل يستشار الأمين الحافظ .
ولا يستشار في أمور الشباب شيخاً مسناً قد تغير الزمان عليه واختلف , بل يستشار من قرب منهم وأدرك أحواله وتطلعاتهم وطموحاتهم . ومن تأمل استشارة رسول الله لأصحابه وجد أنه كان يستشير في كل أمر من يحسنه . وإن الشخص اللبيب هو من يعرف من يستشير , ويتخير من الناس أحذقهم كما يتخير التاجر من البضاعة أجودها . قال الشيخ محمد الحمد في كتابه الهمة العالية : فالعاقل اللبيب , ذو الهمة العالية , والنظرة الثاقبة ـ لايستبد برأيه , ولا يعتد بنفسه بحيث يقوده ذلك إلى ترك المشورة .
بل إنه يشاور أهل العقول السليمة , والتجارب السالفة , ممن يجمعون بين العلم والعمل , والنصح والديانة . فبالشورى تشحذ القريحة , وتتلاقح الفكر , وتنمى المعارف , وتقوى الأواصر بين المتشاورين . والشورى تنفي عن العبد الغرور , والإعجاب بالنفس , وتفتح له الأبواب , وتزيل عنه الحيرة والاضطراب .
قال أمير المؤمنين علي ـ رضي الله عنه ـ : نعم المؤازرة المشاورة , وبئس الاستعداد الاستبداد .
وقال بشار بن برد : وإذا بلغ الــرأي المشورة فـاستعن برأي نصيح أونصيحة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضةً فإن الخـوافي قـوةٌ للقـــوادم وأما ترك الشورى , أو استشارة الحمقى ـ فدليل الغرور , وآية الجهل . وكذلك استشارة القاعدين ؛ فإنها تورث الكسل والتخذيل ؛ لأن القاعد لن يتصور الأمر كما ينبغي ، ولن يجد في نفسه انبعاثا للمعالي ؛ ففاقد الشيء لايعطيه . ا هـ ولا تنسى مشاورة الوالدين , فإن الخير ملازم نطقهما , فهما أحرص الناس على نفعك , ولتجدنّ دعوتهما مقرونة بنصحهما , ودعوة الوالدين لولدهما مستجابة .
وصايا للمستشار
أيها الأخ المستشار أخلص النية عند إشارتك , واتق الله في قولك , فلم تستشر إلا ثقة بك وبرأيك , فلا تخيب الرجاء , ودل على خير ما تعلم , واستعن بالله , ولا تعجل , واستفهم من الأمر كله , ولا تنظر إلى طرف واحد , ولا تفشي سراَ , ولا تظهر عيباً , فإنك مؤتمن .
من فوائد الشورى وثمارها
أن الشورى إذا توفر فيها الإخلاص والمتابعة , فهي عبادة لله تعالى يؤجر العبد عليها . قال الشيخ أ.د ناصر العمر عن ثمار الشورى وأن منها : تنسيق الجهود وتجميعها ، والإفادة من الطاقات وعدم تبديدها ، والقضاء على الازدواجية والتداخل ، وهذا أمر واضح وبيّن ، ولذلك قال -سبحانه-: "وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ" فالشورى وسيلة للاجتماع ، واستثمار الطاقات ، وباب من أبواب التعاون على البر والتقوى ، الذي أمر الله به : "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"
الشورى غنمها لك وغرمها على غيرك . قال ابن الجوزي : "ومن فوائد المشاورة أن المشاور إذا لم ينجح في أمره ، علم أن امتناع النجاح محض قدر فلم يلم نفسه" التدريب والإعداد ، واكتشاف المواهب والطاقات : أخرج البيهقي أن عمر (رضي الله عنه) كان إذا نـزل الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم , يقتفي حدة عقولهم . البحث عن الحق والصواب ضمن المنهج الشرعي ، والوصول إلى أقرب الوسائل الملائمة للأمر المتشاور فيه . ومما يروى عن علي _رضي الله عنه_ قوله : "الاستشارة عين الهداية ، وقد خاطر من استغنى برأيه" . وقال بعض الحكماء : ما استُنبط الصواب بمثل المشاورة ، ولا حُصّنت النعم بمثل المواساة ، ولا اكتسبت البغضاء بمثل الكبر . تأليف القلوب وجمع الكلمة ، وسد منافذ الشر، والقيل والقال ، وأدعى لقبول الأمر الناتج عن تشاور . قال الطبري : أمر الله نبيه _ _ بقوله : "وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ" بمشاورة أصحابه في مكايد الحرب ، وعند لقاء العدو ؛ تطييباً منه بذلك لأنفسهم ، وتألفاً لهم على دينهم . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : وقد قيل: إن الله أمر بها نبيه _ _ لتأليف قلوب أصحابه ، وليقتدي به من بعده ، وليستخرج منهم الرأي فيما لم ينزل فيه وحي . ا هـ وقال السعدي : فيها تسميح لخواطرهم , وإزالة لما يصير في القلوب , فإن من له الأمر على الناس , إذا جمع أهل الرأي وشاورهم في حادثة من الحوادث , اطمئنت نفوسهم , وأحبوه , وعلموا أنه ليس بمستبد عليهم , وإنما ينظر إلى المصلحة الكليةالعامة للجميع .
وقال العلامة السعدي عن فوائد الشورى :
ومنها أن في الإستشارة تنور الأفكار ؛ بسبب إعمالها فيما وضعت له , فصار في ذلك زيادة للعقول . ومنها ما تنتجه الإستشارة من الرأي المصيب : فإن المشاور لا يكاد يخطيء في فعله , وإن أخطأ أو لم يتم له المطلوب فليس بملوم , فإذا كان الله يقول لرسوله وهو أكمل الناس عقلا وأغزرهم علما وأفضلهم رأيا "وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ"فكيف بغيره ؟! . ا هـ . وفي الختام هذه خاطرة كتبتها , أسأل الله أن ينفع بها , ما كان فيها من صواب , فهو من الله وحده , وما كان فيها من خطئ , فمن نفسي والشيطان , وأستغفر الله إنه كان غفوراَ رحيماَ وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً .
| |
|