1.
دَعِ الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفساً إذا حكم القضاء
2.
ولا تجزع لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا بقاء
3.
وكن رجلاً على الأهوال جلداً
وشيمتك السماحة والوفاء
4.
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسَرَّك أن يكون لها غطاء
5.
تستر بالسخاء فكل عيبٍ
يغطيه كما قيل السخاء
6.
ولا تَرَ للأعادي قط ذلاً
فإن شماتة الأعداء بلاء
7.
ولا تَرْجُ السماحة من بخيلٍ
فما في النار للظمآن ماء
8.
ورزقك ليس ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
9.
ولا حزن يدوم ولا سرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء
10.
إذا ما كنت ذا قلب قنوعٍ
فأنت ومالك الدنيا سواء
11.
ومن نزلت بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
12.
وأرض الله واسعة ولكن
إذا نزل القضا ضاق الفضاء
___________
واعظ الناس
يا واعظ الناس عما أنت فاعلهيا من يعد عليه العمر بالنفس
أجفظ لشيبك من عيب يدنسهإن البياض قليل الحمل للدنس
كحامل لثياب الناس يغسلهاوقوبه غارق في الرجس والنجس
تبغى النجاه ولم تملك طريقتهاإن السفينة لا تجري على اليبس
ركوبك النعش ينسيك الركوب علىما كنت تركب من بغلٍ ومن فرسٍ
يوم القيامة لا مال ولا ولدوضمة القبر تنسي ليلة العرس
من ديوان الامام الشافعي رحمه الله
______________
مفخرة الإنسان العلم
العلم مغرس كل فخر فافتخرواحذر يفوتك فخر ذاك المغرس
واعلم بأن العلم ليس ينالهمن همته في مطعم أو ملبس
إلا أخو العلم الذي يعني بهفي حالتيه عارياً أو مكتسي
فاجعل لنفسك منه حظاً وافراًواهجر له طيب الرقاد عبس
فلعل يوماً إن حضرت بمجلسٍكنت الرئيس وفخر ذلك المجلس
من ديوان الشافعي رحمه الله
وداع الدنيا والتأهب للآخره
ولما قسا قلبي ، وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
فما زلت ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منة وتكرما
فلولاك لم يصمد لابليس عابد
فيكف وقد اغوى صفيك آدما
فلله در العارف الندب أنه
تفيض لفرط الوجد أجفانه دما
يقيم إذا ما الليل مد ظلامه
على نفسه من شدة الخوف مأتما
فصيحاً إذا ما كان في ذكر به
وفي ما سواه في الورى كان أعجماٍ
ويذكر أياماً مضت من شبابه
وما كان فيها بالجهالة أجرما
فصار قرين الهم طول نهاره
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلما
يقول حبيبي أنت سؤلي وبغيتي
كفى بك للراجين سؤلاً ومغنما
ألست الذي عديتني وهديتني
ولا زلت مناناً علي ومنعما
عسى من له الإحسان يغفر زلتي
ويستر أوزاري وما قد تقدما
من ديوان الشافعي رحمه الله
لا تقنط من رحمة الله
إن كنت تغدوا في الذنوب جليداً وتخاف في يوم المعاد وعيداً
فلقد اتاك من المهيمن عفوه وأفاض من نعمٍ عليك مزيداً
لا تيأسن من لطف ربك في الحشا في بطن أمك مضغه ووليداً
لو شاء أن تصلى جهنم خالداً ما كان الهم قلبك التوحيدا
من ديوان الامام الشافعي رحمة الله
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ
ياعابدَ الحرمينِ لوْ أبصرتناَ لَعَلِمتَ أنَّك فَي العِبَادَة ِ تَلْعَبُ
منْ كانَ يخضبُ جيدهُ بدموعِه فَنُحورُنَا بِدِمَائنَا تَتَخَضَّبُ
أوْ كانَ يُتعبُ خيلهُ في باطلِ فخيولُنا يومَ الصبيحة ِ تَتعبُ
ريحُ العَبِيرِ لَكُمْ وَنَحنُ عَبِيرُنَا رهجُ السنابِكِ والغبارُ الأطيبُ
ولقدْ أتانَا منْ مقالِ نَبينَا قَولٌ صَحِيحٌ صَادِقٌ لا يَكْذِبُ
لا يَستَوي غُبَارُ خَيِل الله فِي أنْفِ امرِىء وَدُخَانُ نَارٍ تَلْهَبُ
هَذَا كَتَابُ الله يَنْطِق بَيْنَنَا لَيْسَ الشَّهِيدُ بِمَيِّتٍ لاَ يَكْذبُ
من شعر عبد الله بن المبارك
_____________-
إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ
أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ
لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُوعُ
وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ عليهِم منْ سكينتهمْ خشوع
عبد الله بن المبارك
______________-
ألاَ يا سعدُ ، قد أظهرتَ شكّاً وشَكُّ المرء في الأحداثِ داءُ
عَلَى أَيِّ الأمورِ وقفتَ حَقّاً يُرَى أو باطلاً ، فَلَهُ دواءُ
وقَدْ قالَ الّنِبيّ ، وحَدّ حدّاً يُحِلّ به من الناسِ الدّماءُ:
ثَلاثٌ: قاتِلٌ نفساً وزانٍ ومرتَدّ مَضَى فيه القضَاءُ
فإنْ يكنِ الإمامُ يَلُمّ مِنْها بِواحِدَة ٍ فَلَيسَ لَهُ وَلاءُ
وإلاّ فالذي جِئتُمْ حَرَامٌ وقاتِلُهُ، وخاذِله سواءُ
وهذا حكمُهُ ، لا شَكّ فيه كما أنّ السّماءَ هِي السّماءُ
وخيرُ القولِ ما أوجزتَ فيه وفي إكثاركَ الدّاءُ العَيَاءُ
أبا عَمْروٍ ، دَعوتُكُ في رِجالٍ فجازَ عَراقِيَ الدّلْوِ الرّشاءُ
فأمّا إذْ أبيتَ فليسَ بَيْني وبينَكَ حُرْمَة ٌ، ذَهَبَ الرّجاءُ
سِوى قولي إذا اجتمعت قريشٌ: عَلَى سَعْدٍ مِنَ اللهِ العَفَاءُ
روي عن معاوية بن سفيان رضي الله عنه