يا الله ، واللهِ لا يشعرُ المرء بالنعمة إلاّ حينما يتذوق مرارة الفقد والحرمـان
فما إن يهبه الله النعمـة ، ويرزقهُ إيـاها ، حتى يشعُرَ بالفرق ولسانُ حاله يقول : شتّانَ شتّـان
وهكذا الشعـــور ، لمن غرق في طوفــان البُعد عن الجـادة ، وسرقته خطوبٌ شتّى مِن الغفلـة
فبعد ظلام الدروب ، يأتيه نور الهدايـة يُبدد مُدلهمّـات تفاصيل أيـامه ، ليشرع في سجـود شُكرٍ طويــل :
يارب الثّباتَ الثّبات ، حتــى الممــات .
بالصلاة تطــــــــــيب الحياة
الصلاة ، عمــاد الدين وركُنه الثاني
لا تطيبُ الحيـاة إلاّ بها ، ولا يستقيم عمل الإنسـان إلاّ بها ، فبدونها يضيعُ الجُهد هبـاءاً
وتذهبَ الروحُ في ضيـاع ، و تُحرمَ الجنـة التي وعــد الله المتقين ، فيا حسرةً على هذا المئـال
وما أبئس الحـال وأحـزنه ، إن كان ذلك طريقاً يرسمه صــاحبُ عقلٍ لنفسه ولروحـه التي بين جنبيـه
لاحيـــــــــــــــــــــاة بدون صلاة
مُظلمٌ ذلك الطريق أن تكونَ بعيداً وبعيداً جداً عن ذلك الحبل الذي يصلك بالله فهذا لسان حال من فرط فيها
وأدرك أنه على شفا حُفرة من الهلاك حيثُ لا ندمَ ينفع ولا حسـرة تُقدم شيئـاً إن لم يستجب لنداء الضمير
بل قبله نداء الله سبحانـه ، حيثُ قال عز من قائل : {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا
لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ *
مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ }
فيقول :
قد انهكتني الدروب المظلمة ، بل وقتلت فيني كل أملٍ ورجاء
ورمى علي ذلك الشعور بالوحدة والوحشة في هذه الحياة ضلاله ، فأودى بي إلى شخص يبحث عن عقله !
أوتعلم إحساسي يامن تقرأ الأحرفَ والكلمات ، أيصلك شتات دروبي ، عبر أثير الأسطر هذه ؟
ولكني أجزم مهما بلغ الإحساس في أسطري ، فلن تُعايش ربعاً من معاناتي !
لقد كنتُ بعيداً عن سمو الإنسانية بل البشرية برمتها
كنتُ أفتقد ذلك الشيء ، وليس عن جهل بل تعمدت فقده ، وإني على يقين بإن كثيراً مثلي !
كنتُ أعلم أن الله تعالى يقول في محكم التنزيل : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ
}
ويقول : { وَأَقِيمُــوا الصَّـلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِيــنَ }
ويقول : { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّيـنَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُـونَ }
كُنت أعلم ذلك كُله ، وفقدت بغفلتي وبُعدي لذة العبادة لله سبُحانه
ماهنأت في حياتي ولا سُعدت ، صحتي معلولة ، ورزقي مُنقطع ، والقلب يا حسرتي يأن ويبكي
فقدتُ الصحبَ والأخوان ، ممن تعبوا في نصحي وتمنوا لي الهداية ، يوماً عن يوم أزداد غُربة ووحدة
ومع هذا كله ماتعظت ، بل تمـاديت وضللت !
وقاسيتُ صنوفاً شتّى من الآلام ، أهلكتُ عمري بطاعتي للهوى والشيطان
وذات مرة ، ألم بي موقف عصيب ، واحتواني خوفٌ شديد ، فما وجدتُ نفسي إلا صارخاً بأعلي صوتي :
يــارب ][ صرختُ به لأستنجد
ثم سكنت وهدأت ، وبعدها انفجرت في بكاء شديد
كيف لي أن أنادي يارب ، وقد قصرت في حقه وابتعدت عنه ؟
بأي وجـه ألقاه وأنا كنُت دائمَ الجحود لنعمه وفضله ؟ كيف كنتُ استخسر ركعات قليلات لُشكره على عديد نعمه علي ؟
وبعدها صحوت وعاد إلي رشدي ، حررته من قيد الهوى والشيطان
وعزمت على توبــةٍ نصوح ، لا عودة بعدها للذنب أبداً ، فوالله كانت حياتي كبهيمة ،
بدون صلاة ، وما إن لازمت مسجدي وسجادتي التي أسجد عليها حتى شعرت أني إنســان !
فمن أنـا بدون قربٍ من الله ، وأنا كُلي من رأسي حتى أخمص قدمي غارق في نعم الله
صـــــــــــــلاتك ...لا تفرط بها
سبحان الله ، ذلك حال من كان أو كانت
][ بدون صلاة ][
فيامن هو مُلازم لمسجده
ويامن هي مُلازمـة لسجادتها في بيتها
احمدوا الله أن أكرمكم بوصله وثبتكم على ذلك
ويامن هو هاجرٌ لمسجده
ويامن هي هاجرةٌ لسجادتها في بيتها
ارحموا أرواحكم قبل فوات الآوان ، وعودوا وأنيبوا إلى ربكم الرحمن
فوالله إن صَلُح حالكم ، وحَسُن وقوفكم بين يدي الله ، في هذه الدنيا الفانية
صَلُح أمركم وحَسُن وقوفكم أمام الملكِ العلام ، يوم يقوم الأنام إلى الحساب فإما جنّةٌ أو نار
فالخير كل الخير في صلاتك ، هي من تنهاك عن الفحشاء والمنكر ، إن أنت أحسنت أدائها
هي السبيل لراحة البال وسكينة القلب ،
كلما همت بك سحابة هم وغم ، كيف لا ، وأنت فيها ، في لحظة السجود تكون أقرب إلى الله ، فتسأله يعطيك
أنظر إلى صاحبنا ، بعد أن عاد إلى ربه ، ولزم مسجده ، وحافظ على فروضه الخمس ، تبدل حاله إلى الأفضل
غادرته الهموم ، وبورك له في رزقه ، وإن ضاقت به الأرض بما رحُبت ، فركعتان في سواد الليل كفيلة بإن تسعد قلبه وخاطره
مشكلة.... حلها عزم واراده
لنكن صادقين في عودتنا إليه ، ولنكن جادين في قلب صفحة الماضي وبدء واحدة جديدة ، مع الواحد الأحد
آخر القول دُعاء ، ومن الرحمن نسأله الإجابة
اللهم وفقنا لكل خير وصلاح من قولٍ وَ عمل
وأصلح اللهم ماظهر منّا وما بطن ، آمين ،