الخمول، الصداع، الكسل، العصبية، السمنة، و سوء تنظيم الوقت... إلخ، كلها مظاهر سلبية نلحظها مع بداية أول يوم في شهر رمضان الكريم، وربما تستمر حتى نهايته!
ولعل أهم أسباب تلك الظواهر هو الحالة الفسيولوجية التي يعكسها الجسم على سلوكك أثناء الصيام، والتي يسببها الاعتياد على ممارسة بعض العادات الخاطئة، فالإفراط في شرب المنبهات كالشاي والقهوة والتدخين وعدم تنظيم الأكل والإفراط فيه كلها عادات خاطئة نمارسها طوال العام وقد تستمر معنا في رمضان وننسى أو نتناسى أنها المسبب الرئيسي في تدني أدائنا وحيويتنا في نهار رمضان.
عزيزي الصائم كما تعودت كل عام بإعداد العدة والتسلح بالقيم الإيمانية والروحانية لاستقبال شهر رمضان الكريم، فتعلم معنا كيف تتسلح بالعدة التي تأهبك بدنياً وعقلياً لاستقبال شهر رمضان بصحة وحيوية ونشاط وتحرر جسمك وجميع أنظمته من العادات السيئة الضارة التي اعتدت عليها خلال العام.
*قلل تدريجيا من كمية المنبهات -المواد المحتوية على مادة الكافايين- التي تتناولها خلال اليوم فهذا يقلل من نسبة الكافايين في الدم بشكل تدريجي والذي يؤثر انخفاضه المفاجئ على الحالة المزاجية أثناء الصيام ويسبب الصداع والعصبية، فعلى سبيل المثال لو كنت تتناول 3 فناجين من الشاي أو القهوة فاجعلها 2 ثم 1 خلال شهر شعبان واستبدل بهذا العدد أي مشروب آخر مفيد.
*لا تبدأ يومك بشرب المنبهات كالشاي والقهوة والنسكافيه والبيبسي واستبدل بها مشروبات مفيدة كالينسون والكركديه.
*إن كنت مدخنا فقلل بالتدريج من شرب الدخان قبل رمضان لأن نسبة النيكوتين الموجودة في التبغ يؤثر انخفاضها المفاجئ مع الصيام على الحالة المزاجية ويسبب صداعا شديدا.
*باعد بين فترات تناول المنبهات والسجائر قدر المستطاع.
*استكمل عبادتك في رمضان وأقلع عن التدخين، ويمكنك تحقيق ذلك بالاستعانة بالله.
*اقترب من رمضان في عاداتك كلها فهيئ جهازك الهضمي لمواعيد الصيام في الأكل والشرب بصيام عدة أيام في شهر شعبان.
*نم مبكرا بعد صلاة العشاء مباشرة وحاول الاستيقاظ قبل صلاة الفجر بساعة على الأقل.
*تناول وجبة بسيطة قبل صلاة الفجر حتى لو لم تنو الصيامفهذا يساعد على تأخير وجبة الإفطار لتعويد المعدة على بدء عملها في وقت متأخر فلا تشعر بالجوع والعطش في وقت مبكر من نهار رمضان.
*أخر وجبة العشاء قدر المستطاع إن لم تنو القيام قبل صلاة الفجر على أن تكون قبل النوم بساعة على الأقل.
*عالج أي مشاكل في الفم والأسنان قبل شهر رمضان.
*عالج أي مشاكل صحية متعلقة بالجهاز الهضمي والمعدة قبل بدء الصيام.
*راجع طبيبك قبل بدء الصيام إن كنت تعاني من أي مرض مزمن أو تتناول أي عقاقير طبية.
*احرص على تأخير وجبة السحور فعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ثلاث من أخلاق النبوة : تعجيل الإفطار ، و تأخير السحور ، و وضع اليمين على الشمال في الصلاة"
المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 3038 خلاصة حكم المحدث: صحيح.
و عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "إن فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب ، أكلة السحور"
المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 2165 خلاصة حكم المحدث: صحيح .
*احرص في وجبة السحور على تناول البقوليات كالفول والعدس لأنها تحافظ على مستوى من الجلوكوز في الدم لفترة طويلة مما يساعدك على إكمال يومك بحيوية ونشاط.
*تناول ملعقة من العسل في وجبة السحور فهو الوحيد من السكريات الذي يرفع مستوى السكر في الدم بشكل تدريجي فيساعدك على الصمود والحيوية خلال نهار رمضان.
*في وجبة السحور، تناول سكريات ذات استهلاك بطيءكالعجائن والأرز وتناول خضراوات لتسهيل عملية الهضم، وكذا بعض الفواكه واهتم بالألبان ومشتقاتها، و من المستحسن أن تحتوي وجبة السحور على الخضروات التي تحتوي على نسبة عالية من الماء مثل: الخس والخيار، الأمر الذي يجعل الجسم يحتفظ بالماء لفترة طويلة، ويقلل من الإحساس بالعطش أو الجفاف، إلى جانب أنها مصدر جيد للفيتامينات والأملاح، كما يفضل أيضا أن تكون وجبة السحور من الأطعمة ذات السرعة المتوسطة في الهضم مثل الفول المدمس بزيت الزيتون أوالجبن والبيض.. فهذه الوجبة تستطيع أن تصمد في المعدة من 7 - 9 ساعات، فتساعد على تلافى الإحساس بالجوع طيلة فترة الصيام تقريباً كما تمده بحاجته من الطاقة.،، .كذلك يفضل ألا يحتوي السحور على كمية كبيرة من السكر أو الملح لأن السكر يبعث على الجوع، والملح يبعث على العطش.
*تناول التمر في السحور، فعن أبي هريرة و جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "نعم السحور التمر"
المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6772 خلاصة حكم المحدث: صحيح .
*تجنب الأغذية المحفوظة والمالحة في وجبة السحور مثلالمخللات والجبن والزيتون, والحلويات المركزة مثل الكنافة والبقلاوة والمكسرات والأطعمة الدسمة أو المقلية، لأن مثل هذه الأطعمة تسبب العطش الشديد أثناء النهار كما أنها قد تؤدي إلى سوء الهضم.
*احرص على شرب الماء بعد السحور دون مبالغة خاصة في فصل الصيف.
*عجل بالإفطار وابدأ بالتمر فإن لم يكن فبالماء امتثالا لقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من وجد تمرا فليفطر عليه، و من لا، فليفطر على الماء، فإنه طهور"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 9074
خلاصة حكم المحدث: صحيح.
ثم ينهض لصلاة المغرب حتى تستعد المعدة لاستقبال الطعام، وتبدأ في إفراز الأحماض الهاضمة؛ فلا نفاجئها بكميات كبيرة بعد فترة صيام طويلة.
*عود نفسك على احتساء طبق من الشوربة الفاترة قبل تناول الوجبة الأساسية لتكون الأساس قبل وجبة الإفطار في رمضان فهي تهيئ المعدة للقيام بعملها الذي انقطع طوال فترة الصيام دون عبء، ثم انهض لصلاة المغرب حتى تستعد المعدة لاستقبال الطعام، وتبدأ في إفراز الأحماض الهاضمة.
*حذار من الإفطار بشرب سيجارة أو تناول شاي أو قهوة لما في ذلك من إثارة للمعدة بشكل خاطئ يزيد من سوء حالتك أثناء الصيام.
*حذار من الإسراف في الأكل والشرب خلال شهر رمضان.
*مارس أي نشاط بدني بسيط أثناء الصيام وليكن المشي فهذا يساعد على إنتاج طاقة للجسم باستغلال النشا الحيواني المخزن به.
*عود نفسك على النوم بعد صلاة التراويح كي تستطيع الاستيقاظ قبل صلاة الفجر لتناول وجبة السحور.
*لا تكثر من الأكل في الليل فهذا يقلل من الراحة والاسترخاء لنوم هادئ، وحتى تستطيع الاستيقاظ لصلاة القيام بهمة ونشاط.
ختاماً أذكر بأن الإرادة هي جوهر النجاح والتغيير، ولأن شهر رمضان هو شهر الكرم والجود، فدائما ما تكون أجواؤه مناسبة لتأصيل فكرة، أو تغيير عادة سيئة، فاقتنص هذه الفرصة الذهبية، وابدأ من الآن في تغيير عاداتك، لتكسوها بلباس التميز مستعينا ببركات الشهر الكريم من بعد الله عز وجل.
مع خالص دعواتنا بالسداد والتوفيق وأن يتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.