فى الزمالك دائما ما ترى عجب العجاب، وآخر بدعة قيام لاعب الفريق ونجم النجوم معبود الجماهير أحمد حسام (ميدو) بالتوجه إلى مطار القاهرة ليكون فى استقبال فريق كرة اليد الفائز ببطولة إفريقيا لتحيته على الإنجاز العظيم الذى حققه فى ظل الأزمات والظروف حالكة السواد التى يمر بها النادى، ووكسة ونكسة فريق الكرة الذى ذهب ميدو ممثلا عنه وناقلا لتحية وتقدير من الفاشل للناجح، من العاجز للمنتصب، من الخايب للمتفوق، من المهزوم للفائز، من المكسور للمعدول.
والسؤال الذى يطرح نفسه: من الذى سمح للاعب بالذهاب إلى المطار؟ وهل النادى أصبح سداح مداح ليس له صاحب حتى يقوم لاعب فريق الكرة بالتطوع والذهاب لاستقبال فريق اليد؟ إن الإجابة تقودنا بالضرورة إلى تأكيد أنه لا يوجد مجلس إدارة وأن القائمين عليه أضعف من أن يديروا هذه الشؤون الصغيرة (والله ولا الكبيرة) ويحددوا حجم ودور كل عامل أو لاعب فى النادى، ولكن حتى لو كان مجلس الإدارة ضعيفا وهزيلا وإيدك منه والقبر، أين الجهاز الفنى؟ أين الكابتن حسن شحاتة الذى استبشرنا خيرا بأنه سيعيد الانضباط والقيم والأخلاق والإدارة القوية الحازمة التى ترسم لكل لاعب حدوده وتحدد واجباته؟
ثم نأتى للسؤال الثانى: ماذا يريد ميدو من هذه الحركة النص كم؟ ألا يكفيه ما ناله من شهرة ونجومية حتى يذهب ليزاحم المجتهدين الصورة يوم فرحهم ويسحب منهم بصيص الضوء الإعلامى يوم احتفالهم؟
وصادقا أقولها، إن ميدو ما زال مشتتا ومتوترا ويبحث عن عودة سريعة، وهذا لن يتحقق إلا إذا اجتهد وتحدى نفسه وكسله والعيشة على أطلال نجوميته، الآن أنت وحدك من يملك القدرة على إعادة اكتشاف نفسه واستحضار لياقته ومهارته، فالزمالك فعل ما لديه وأعادك للحياة الكروية وأنت فى أدنى مراحلها، والإعلام ينتظرك ليعيدك إلى عرشك، ولكن الانتظار طال والعمر بك يمر وستجلس أنت وحدك تعض أصابع الندم على ما فاتك، فالفلوس حتى إن كثرت لن تعوضك عن ذكرى طيبة تتركها للزمالك وجماهيره، اللهم بلغت، اللهم فاشهد.
والتحية هنا واجبة ومستحقة لأبطال الزمالك لكرة اليد الذين قهروا الظروف وهزموا إدارة ناديهم السيئة وخزينته الخاوية ولم يندبوا حظهم ولم نسمع لهم صوتا أو همسا حتى حققوا بطولة كبيرة فشل أبناء الأهلى بإدارتهم العتيقة وخزينتهم المملوءة فى الفوز بها.
■ لم نرَ كرامة أو أمارة للكابتن رزاق، وبعد ظهوره لأقل من ٦٠ دقيقة فى مباراة الاتحاد السكندرى طلب الراحة والعودة إلى بلده ليطمئن على أسرته، وعلى اعتبار أن الزمالك مؤسسة شؤون اجتماعية والكابتن حسن شحاتة قلبه كبير وطيب، لذلك لم يتأخر على اللاعب فى طلبه وتركه يسافر وربما لن يستطيع اللحاق بالمباراة القادمة أمام سموحة حيث حضر قبل المبارة بـ٤٨ ساعة، فليس مهمًّا مصلحة الفريق أو النادى الذى يدفع له الملايين، المهم الراحة النفسية للسيد رزاق.
■ على موقع «بى بى سى» الإنجليزى وجدت إعلانا لمباراة مصر والبرازيل فنقرت بالماوس فانتقلت إلى موقع كامل عن المباراة تم إنشاؤه من قِبل الاتحاد القطرى لكرة القدم، فبهرنى ما وجدت من دقة ونظام فى كل ما يخص المباراة تنظيميا، والأهم من المعلومات والمواعيد كان خريطة كاملة للملعب ومدرجاته وأرقام مقاعده، ومتاح للمتفرج فى أى مكان فى العالم يريد مشاهدة المباراة من الملعب أن يحدد مقعده ويدفع ويتسلم التذكرة والطريق مع شرح وافٍ ومبسَّط للطريق الذى سيسلكه منذ تحط قدمه على أرض المطار حتى يجلس على مقعده، وزاد انبهارى باحترام الإعلاميين والصحفيين حيث يسّر لهم الاتحاد القطرى كل السبل لتسجيل أسمائهم وموقع المركز الإعلامى وطريقة حصولهم على المعلومات واللقاءات، أما إذا كنت صحفيا من منازلهم فسترسل إليك جميع المعلومات والأخبار والصور على إيميلك.
بالفعل استغلت قطر استضافة الحدث للإعلان عن نفسها وإمكانياتها فى التنظيم، ورغم عظيم انبهارى بالإخوة القطريين وقناعتى أننا لم نكن نستطع تنظيمه بهذه الدقة، فإن سؤالى يبقى قائما: لماذا تنازل الاتحاد المصرى عن إقامة المباراة فى القاهرة؟ ومن قبض الثمن؟