اغتاظت عائشة رضي الله عنها علي خادمها فقالت : لله در التقوي ما ترك لذي غيظ شفاء.
- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : مكارم الأخلاق عشر : صدق الحديث ، وصدق اليأس وأداْ الامانة وصلة الرحم والمكافأة بالصنيع ، وبذل المعروف والتذمم للجار و التذمم للصاحب وقري الضيف ورأسهم الحياء
وقالت رضي الله عنها : المغزل في يد المرأة مثل الرمح في يد الغازي في سبيل الله .
وعن بكرة بنت عقبة أنها دخلت علي عائشة وهي جالسة في معصفرة فسألتها عن الحناء فقالت شجرة طيبة : وماء طهور وسألتها عن الحفاف فقالت لها إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتضيعينها أحسن مما هما فافعلي .
5- فصل في أن عائشة رضي الله عنها
لم تخرج يوم الجمل لقتال
وأنها ندمت علي خروجها
قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن عائشة رضي الله عنها لم تقاتل ، ولم تخرج لقتال وإنما خرجت لقصد الإصلاح بين المسلمين وظنت أن في خروجها مصلحة للمسلمين ثم تبين لها فيما بعد أن ترك الخروج كان أولي فكانت إذا ذكرت خروجها بكت حتى تبل خمارها وهكذا عامة السابقين ندموا علي ما دخلوا فيه من القتال فندم طلحة والزبير وعلي رضي الله عنهم أجمعني – ولم يكن يوم الجمل لهؤلاء قصد في الاقتتال وكن وقع الاقتتال بغير اختيارهم ، لما تراسل علي وطلحه والزبير رضي الله عنهم وقصدوا الاتفاق علي المصلحة ، وأنهم إذا تمكنوا طلبوا قتلة عثمان _ أهل الفتنة – وكان علي غير راض بقتل عثمان و لا معينا عليه كما كان يحلف فيقول :- والله ما قتلت عثمان ولا مالأت علي قتله ، وهو الصادق البار في يمينه ، فخشي القتلة فحملوا علي عسكر طلحة والزبير فظن طلحة والزبير أن عليا حمل عليهم فحملوا دفاعا عن أنفسهم فظن علي أنهم حملوا عليه فحمل دفعا عن نفسه فوقعت الفتنة بغير اختيارهم وعائشة رضي الله عنها راكبة لا قاتلت ولا أمرت بالقتال هكذا ذكره غير واحد من أهل المعرفة بالأخبار . (شبهات حول الصحابة )
قال الحافظ الذهبي: ولا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية علي مسيرها إلي البصرة وحضورها يوم الجمل وما ظنت أن الأمر يبلغ ما بلغ .
فعن عمارة بن عمير عمن سمع عائشة : إذا قرأت ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) }الأحزاب { بكت حتي تبل خمارها.
قال احمد في مسنده : حدثنا يحي القطان عن إسماعيل : حدثنا قيس قال : لما أقبلت عائشة فلما بلغت مياه عامر ليلا نبحت الكلاب فقالت : أي ماء هذا ؟ قالوا ماء الحوأب قالت : ما أظنني إلا أني راجعه . قال بعض من كان معها : بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت : إن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ذات يوم ( كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ) .
وعن عائشة – وكانت تحدث نفسها أن تدفن في بيتها – فقالت : إني أحدثت بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم حدثا ، ادفنوني مع أزوجه .
قال الذهبي : تعني بالحدث مسيرها يوم الجمل فإنها ندمت ندامة كلية وتابت من ذلك علي أنها ما فعلت ذلك إلا متأولة قاصد للخير كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من الكبار رضي الله عنهم .
قال القحطاني في نونيته :
دع ما جري بين الصحابة في الوغـى
بسيوفهم يوم التقي الجمعان
فـقتـيلهـم مـنـهـم و قـاتـلـهــم لـهــم
وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يـوم الحشـر ينـزع كـل مـا
تحوي صدورهم من الأضغان
والويل للركب الذين سعوا إلي
عثمان فأجتمعوا علي العصيان